الاوسمة الحاصل عليها : الجنس : عدد المساهمات : 61 تاريخ التسجيل : 17/01/2010
موضوع: نحن واطفالنا واصدقائهم الثلاثاء فبراير 09, 2010 11:37 am
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحياة العصرية الجديدة بما لها وما عليها جعلتنا نسعى للحصول علىالمال بشتى الطرق معتقدين أن الحصول على المال هو السبيل الوحيد لسعادتنا وسعادة أبنائنا ،فطالما اشتريت لابني كل ما يطلبه من لعب وغيرها، أكون قد أديت واجبيتجاهه، هذا هو مفهوم الكثير من الآباء في العصر الحديث. فكمثال على هذااللعب الإلكترونية الحديثة باهظة الثمن تجدها في يد الأطفال كالحلوى. كما أصبحنا نجعل من هذه الألعاب الإلكترونية وغيرها رفقاءً لأبنائنا،لأنها كالسحر بالنسبة للأبناء فهي تشغل وقت فراغهم بالكامل، وعامل جذبسريع لهم بما تحتويه من أفلام ومسابقات مشوقة، وكما أننا أصبحنا متناسينالجانب الروحي للابن والرغبة في الصداقة والرفقة الصالحة فتكون النتيجةبعد فترة ليست بالبعيدة وجود فجوة بيننا وبين أبنائنا، بسبب بعدنا نحنالآباء عنهم، وانشغالنا بالعمل الذي يحتل المرتبة الأولى في حياتنا سواءعلى مستوى الآباء أو الأمهات . وكنتاج لهذه الفجوة ومع توفر الناحية المادية لهم ً نجدهم، منزوين،منطوين، يخبروننا بأنَ حياتهم مملة، بها العديد والعديد من المشاكلفحينما ننقب عن هذه المشاكل نتساءل أين هذه المشاكل فأنت لديك كذا وكذامن الأشياء المادية، وبالتالي نجد الأبناء ليس لديهم إجابة بسبب عدمقدرتهم على التعبير عن مشاعرهم الداخلية، ولكن هذا هو نتاج الفراغ الروحيلديهم ‘ لأنه لا يوجد وقت يومي يقضيه الآباء مع الأبناء ولو نصف ساعةلنشعرهم بأهميتهم لدينا، وهذا هو ما يطلبه الابن من الوالدين، مجردالقليل من الدقائق قبل الخلود إلى النوم نقرأ معهم قصة صغيرة، سيكون لهاأكبر الأثر على مشاعرهم وتصرفاتهم معنا . وكما يجب علينا توفير الصحبة الصالحة من الأصدقاء، فأبناؤنا بحاجة حقيقيةللأصدقاء وليس للألعاب الإلكترونية، لأن الصديق كما نعلم مبعث بهجةللصغار والكبار على حدٍ سواء.كما أنه يجب أن يكون هذا الصديق بصفة مستمرة لا يتغير وليس مجرد معرفةسطحية، وأن يعمل الآباء على اللقاء بين الأبناء وأصدقائهم، مرة أو مرتينأسبوعيا بصفة دائمة لأن الاستمرار سيعمل على زيادة محبة الأبناء لنالاهتمامنا بشؤونهم الشخصية . يقول الأستاذ عطية الإبراشي في حسن اختيار الصديق :" وقد اهتمت التربية الإسلامية بما تعتبره التربية الحديثة من اكتشافها ،وهي المناداة باختيار "شلة الرفاق " فقد أوصي ابن سينا :بأن يكون معالصبي في المكتبة صبية حسنةٌ آدابهم ، مرضية عاداتهم .لأن الصبي عن الصبيألقن ، وهو عنه آخذ ، وبه آنس " .عطية الإبراشي- التربية الإسلامية ص617.وفي النهاية أحب أن أنوه إلى أن أبناءنا لا يطلبون منا الكثير وإنمايطلبون منا القليل من الوقت ، وأن نتفهم نفسيتهم و متطلبات أعمارهم ، وبذلك نستطيع أن نحل غالبية المشاكل التي بيننا وبينهم بأسلوب إيجابي ،مؤكدين على أن دورنا في الحياة هو تربية جيل سليم العقل و البنيان